النسخة السريانيّة لمجمع نيقيّة 325 في طبعة نقديّة جديدة
يقدم البحث طبعة نقدية للوثائق السريانية للمجمع المسكوني الأول في نيقية (٣٢٥ م)، مع التركيز بشكل أساسي على تاريخ النصوص. تنبع ضرورة هذه الطبعة الجديدة من محدودية الطبعة الحالية التي وضعها فريدريخ شولتيس، والتي نُشرت عام ١٩٠٨. فبينما كان عمل شولتيس رائداً في عصره، إلا أنه اقتصر على استخدام المخطوطات المتوفرة في المكتبات الغربية، متجاهلًا شواهد المخطوطات السريانية التي أصبحت معروفة في القرن الذي تلا ذلك. تقدم هذه النتائج المحفوظة في مكتبات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا، رؤية جوهرية في النقل والقبول المعقّدَين لشرائع نيقية داخل المجتمعات المسيحية السريانية المتنوعة. ستتضمن الطبعة القادمة هذه المخطوطات المهمة، مع دراسة المراجعات المتميزة للوثائق السريانية لمجمع نيقية عام ٣٢٥، وتتبع تطورها وعلاقاتها المتبادلة من خلال تحليل المخطوطات. سيُسلِّط هذا البحث الضوء على مسارات نقل النصوص، مُسلِّطاً الضوء على الاختلافات والتكيُّفات التي طرأت مع انتقال النصوص القانونية عبر مختلف المجتمعات السريانية ودمجها في مجموعات قانونية مُختلفة. ستعتمد هذه الدراسة على مجموعة واسعة من المخطوطات، بما في ذلك: • ألقوش ١٦٩ (سابقاً بغداد ٥٠٩): مخطوطة سريانية شرقية رئيسية، يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، وتحتوي على مجموعة غنية من النصوص، بما في ذلك نصوص مجمع نيقية ٣٢٥ م، إلى جانب قوانين المجمع ووثائق أخرى ذات صلة. • ماردين ٣٠٩ و٣١٠: يعود تاريخ هاتَين المخطوطتَين السريانيتين الغربيتين المترابطتين إلى ما بين القرنين الثامن والتاسع، وتحافظان على قوانين وقانون الإيمان من نيقية، بالإضافة إلى مجموعة النصوص القانونية، مما يُقدِّم رؤية قيّمة حول النقل المبكر لهذه النصوص. • پاريس سريانية ٦٢: مخطوطة سريانية غربية أخرى من القرن التاسع، تحمل أوجه تشابه كبيرة مع مخطوطتَي ماردين ٣٠٩ و٣١٠، مما يُلقي مزيداً من الضوء على التاريخ النَصّي للوثائق النيقاوية. • مخطوطات المكتبة البريطانية BL Add. 14,528, BL Add. 14,529, BL Add. 12,155: مخطوطات سريانية غربية مبكرة تحتوي على ترجمات مختلفة لقوانين نيقية وقانون عقيدتها، مما يُظهر تنوع التقليد النصي السرياني القانوني. بالإضافة إلى هذه المخطوطات الباقية، سيتناول عرض المشروع القضية الحرجة للمخطوطات المفقودة، ولا سيما سعرت ٦٥ وباسبرين، اللتين فُقدتا للأسف خلال مذبحة سيفو عام ١٩١٥. ومن خلال إعادة بناء مساهماتهما المحتملة بناءً على الأجزاء الباقية ومعلومات الفهرسة، تهدف هذه الطبعة إلى استعادة صورة أكثر اكتمالاً للتراث النصي السرياني لنيقية. وسيعتمد البحث على مساهمات العلماء السابقين الذين حققوا في النقل السرياني لنصوص نيقية. وقد كشفت دراسات هوبرت كاوفهولد حول مجموعة القوانين النيقاوية والترجمة السريانية لها عن المشاركة المحتملة ليعقوب الرهاوي (توفي عام ٧٠٨ م) في تشكيل التراث النصي. وتأمل هذه الطبعة النقدية القادمة أن تكون مورداً مفيداً للعلماء والطلاب ومجتمعات الكنيسة السريانية، لا سيما خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الـ ١٧٠٠ لمجمع نيقية. ومن خلال إعادة بناء النقل المعقّد لهذه الوثائق السريانية من نيقية عبر المجتمعات المختلفة وعبر الزمن، فإن هذه الطبعة ستلقي ضوءاً جديداً على التفاعل الديناميكي بين التقليد النَصّي والتطور اللاهوتي في العالم السرياني.