البروفيسور هوبرت كاوفهولد (ميونيخ، ألمانيا)

قبول السريان الشرقيين لقوانين نيقية

في مجمع نيقية، لم تُناقَش المسائل الأساسية للإيمان وإرساء العقيدة فحسب، بل صدر أيضاً عشرون قانوناً كنسياً. توجد هذه القوانين في المصادر القانونية لكل من الكنائس الشرقية والغربية. وقد وُثِّق اعتماد كنيسة السريان الشرقيين لهذه القوانين في مصادر مختلفة، على الرغم من أنها لا تسمح باستنتاجات نهائية. ومن بين هذه المصادر، أهمها "كتاب المجامع"، وهو تجميع للسينودسات الكنسية السريانية الشرقية وقوانينها، بالإضافة إلى سرد تاريخي لمجمع نيقية يُنسب إلى الأسقف ماروثا من ميافرقاط، وهي مدينة في الأراضي الرومانية بالقرب من الحدود الفارسية. ومع ذلك، فإن الموثوقية التاريخية لهذه الرواية موضع شك. بالرغم من ذلك، لا شك أن ماروثا لعب دوراً مهماً في قبول القوانين النيقية. فقد شارك في المجمع السرياني الشرقي الذي عُقد في ساليق-قطسيفون عام ٤١٠، حيث تُليَت قوانين نيقية بصوت عالٍ. ومع ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت هذه هي القوانين العشرون الأصيلة أم ما يسمى بالقوانين الثلاثة والسبعين لآباء نيقية البالغ عددهم ٣١٨، والتي يُقال إن ماروثا ترجمها. تغطي هذه القوانين شبه النيقاوية مجموعة واسعة من اللوائح المتعلقة بالحياة الكنسية بترتيب عشوائي إلى حد ما. وهي معروفة أيضاً باللغة العربية بين الملكيين. في هذه النسخة التي تحتوي على اختلافات كبيرة، ويتضمن قسم تمهيدي إضافي القوانين النيقاوية الأصيلة وغيرها، ليصل العدد الإجمالي إلى ٨٤. وبما أن هذه النصوص من المرجّح أن تكون قد نشأت في أنطاكيا، فمن الممكن إفتراض أنها وصلت إلى الشرق حتى قبل الانشقاقات الكنسية في القرن الخامس. إن مجموعة من القوانين بحسب الزمن تُرجمت من اليونانية إلى السريانية في بداية القرن السادس وسرعان ما أصبحت معروفة للسريان الشرقيين. وبحلول عام ٥٤٣/٥٤٤، كانت هذه المجموعة متاحة لمجمع مار آبا. لاحقاً، تضمنت مجموعة واسعة، بحسب الزمن، كلاً من قوانين نيقية العشرين والقوانين الثلاثة والسبعين للآباء الـ ٣١٨، ونُقلت من خلال مخطوطة "دير السيدة رقم ١٦٩". وتحتوي الترجمة العربية لهذه المجموعة، التي تُشكل الجزء الأول من كتاب "فقه النصرانية" لابن الطيّب (القرن الحادي عشر)، على المادة نفسها. بحلول القرن التاسع، جمع المطران السرياني الشرقي إلياس الجوهري مجموعة عربية تضمنت ثلاثين قانوناً من نيقية، تتوافق بشكلٍ وثيق مع أول تسعة وعشرين قانوناً من أصل أربعة وثمانين قانوناً عربياً. كما قدّم أربعةً وسبعين قانوناً شبه نيقية. ومع ذلك، في الأعمال المنهجية للقانون الكنسي - مثل مجموعة القوانين الكنسية لجبرائيل البصري والرسالتين القانونيتين لعبديشوع النصيبيني - لا تلعب القوانين اليونانية الأصيلة سوى دور ثانوي. على النقيض من ذلك، فإن القوانين الـ ٧٣ للآباء الـ ٣١٨ ممثلة بشكل جيد، مما يشير إلى أنها كانت ذات أهمية عملية أكثر بكثير من القوانين النيقية الحقيقية في التقليد السرياني الشرقي.

السيرة الذاتية

البروفيسور هوبرت كاوفهولد، وُلِد في ١٩ آذار ١٩٤٣ في براونشڤايگ، ألمانيا. درس القانون في جامعات مونستر وميونيخ وگوتينگن من عام ١٩٦٢ إلى عام ١٩٦٦. بعد اجتيازه امتحانه الحكومي الأول في القانون، تابع دراساته في فقه اللغة للمشرق المسيحي، والدراسات السامية، واليهودية في جامعتي گوتينگن وميونيخ من عام ١٩٦٦ إلى عام ١٩٦٩. ومن عام ١٩٦٩ إلى عام ١٩٧٠، عمل كاوفهولد مساعداً باحثاً في معهد التاريخ القانوني القديم وأبحاث البرديات بجامعة ميونيخ. في عام ١٩٧٠، حصل على درجة الدكتوراه في فقه اللغة للمشرق المسيحي من جامعة ميونيخ بأطروحة حول كتاب قانون الجاثليق السرياني الشرقي يوحنان بن أبگاريه، الذي نُشر لاحقاً عام ١٩٧١ بعنوان "النصوص السريانية في الشريعة الإسلامية". بين عامي ١٩٧٠ و١٩٧٣، عمل كمساعد باحث في كلية الحقوق بجامعة ميونيخ. في عام ١٩٧٣، حصل على درجة الدكتوراه في الآداب بأطروحة حول المجموعة القانونية للمطرافوليط السرياني الشرقي جبرائيل البصري، نُشرت عام ١٩٧٦ تحت عنوان: "المجموعة القانونية لجبرائيل البصري وعلاقتها بالمجموعات القانونية الأخرى للنساطرة". بعد اجتيازه امتحان الدولة الثاني في القانون، شغل منصب مدعي عام وقاضي في ميونيخ من عام ١٩٧٣ إلى عام ٢٠٠٨. منذ عام ١٩٧٧، درَّس كاوفهولد بانتظام اللغة السريانية والتاريخ القانوني للشرق المسيحي في جامعة ميونيخ، حيث مُنح لقب أستاذ فخري عام ١٩٨٦. وكان محرراً لمجلة "الشرق المسيحي" منذ عام ١٩٧٩، وعضواً في هيئة تحرير المجلة الإلكترونية "هوگوييه: مجلة الدراسات السريانية" من عام ١٩٩٦ إلى عام ٢٠٢٠. ولتوسيع نطاق خبرته الأكاديمية، أجرى كاوفهولد دراسات إضافية في القانون الكنسي في جامعة ميونيخ بين عامي ٢٠٠٧ و٢٠١٠، وحصل على الليسانس في القانون الكنسي عام ٢٠١٣. وهو عضو مراسل في الأكاديمية النمساوية للعلوم منذ عام ١٩٩٢، وعضو منذ عام ٢٠٠٨ في مركز أبحاث الشرق المسيحي في جامعة آيخشتات-إنگولشتات الكاثوليكية. طوال مسيرته المهنية، نال كاوفهولد العديد من الأوسمة. ومنحته الأكاديمية الباڤارية للعلوم جائزة عام ٢٠١١. وفي عام ٢٠١٣، مُنح وسام القديس أفرام من قِبَل بطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس زكّا الأول عيواص. أصبح عضواً في الأكاديمية الأمبروزية في ميلانو عام ٢٠١٧، وفي عام ٢٠٢٤، مُنح خاتم الشرف من جمعية گوريس. كاوفهولد هو مؤلِّف أو محرِّر لـ ١٦ كتاباً، و٩٠ مقالًا علمياً، و٢٠٠ مراجعة لكتب.

المنشورات والأعمال

- (with Ludwig Burgmann), Bibliographie zur Rezeption des byzantinischen Rechts im alten Rußland sowie zur Geschichte des armenischen und georgischen Rechts, Frankfurt am Main: Löwenklau, 1992. - Die armenischen Übersetzungen byzantinischer Rechtsbücher. Erster Teil: Allgemeines. Zweiter Teil: Die „Kurze Sammlung“ („Sententiae Syriacae“), herausgegeben, übersetzt und erläutert, Frankfurt am Main: Löwenklau, 1997. - (with Walter Selb), Das Syrisch-römische Rechtsbuch, 3 vols, Vienna: Austrian Academy of Sciences, 2002. - Kleines Lexikon des Christlichen Orients, Wiesbaden: Harrassowitz, 2007. - “Sources of Canon Law in the Eastern Churches,” in The History of Byzantine and Eastern Canon Law to 1500, edited by Wilfried Hartmann and Kenneth Pennington, Washington, DC: Catholic University of America Press, 2012, 215–342. - Ebedjesus von Nisibis, “Ordo iudiciorum ecclesiasticorum”: Eine Zusammenstellung der kirchlichen Rechtsbestimmungen der ostsyrischen Kirche im 14. Jahrhundert, Wiesbaden: Harrassowitz, 2019.