علاقات كنيسة المشرق بالكنيسة القبطية: قوانين نيقية لماروثا (القرن الرابع) وقوانين أخرى نُسبت لنيقية من مجموعة مكاريوس (القرن الرابع عشر)
المخطوطتان ماردين ٣١١ والڤاتيكانية العربية ١٤٩، العمل الموسوعي للراهب القبطي مكاريوس من القرن الرابع عشر، عند تقديم قوانين نيقية، يذكر أن مسيحيي الشرق أخذوا من قوانين نيقية ما يحتاجون إليه، لأن "المسيحيين الذين يعيشون في بلاد فارس والشرق، مجبرين لا باختيارهم، على اتباع قوانين الفرس. لذلك، استخرجوا منه ما يحتاجه الناس". يبدو أن مجموعة واسعة تتجاوز القوانين الرسمية العشرين، بما في ذلك "كتاب الملوك" ومواد أخرى، تُنسب إلى مجمع نيقية. وورد هذا في مصادر مختلفة، مثل المقدمة الملكية للقوانين النيقية العشرين في مجموعة مكاريوس التي تذكر أن الأساقفة وضعوا العديد من القوانين: "كتبوا (الأساقفة القديسون في نيقية) قوانين للملوك والكهنة والقادة والمسؤولين والقضاة وشعوب البلاد، (كل) ما يفيدهم. كما كتبوا سُنَن تتعلق بالديارات ورؤسائها وسكانها والناس الذين يعيشون حياة رهبانية - ذكوراً وإناثاً - والجنود والتجّار... لم يغفلوا أي أمر صغير أو كبير، ووضعوا سنّةً لكل شيء. كان ذلك لأن الملك وأرخوته (رؤساء) وكبار الشخصيات وجميع قواتهم كانت مسيحية، وكانوا بحاجة إلى دعم إيمانهم من خلال السنن والقوانين." على العكس من ذلك، لم يكن السكان المسيحيون في الأراضي الفارسية بحاجة إلى مثل هذه الشرائع، لأن بلادهم كانت معارضة للبيزنطية، ولم يكن لديهم خيار آخر سوى طاعة قوانين فارس. لذلك، "كتبوا ما أوحى إليهم (الروح القدس) واتفقوا عليه بشأن العقيدة الأرثوذكسية وواجباتها وأحكامها". وهذا أول وأطول نص نُسب إلى المجمع، وهو يشمل جميع القوانين التي يحتاجها مسيحيو الشرق. نُسبت هذه القوانين المأخوذة إلى الشرق إلى ماروثا من ميافارقين، وهي تتضمن أيضاً القوانين العشرين الرسمية لمجمع نيقية. نحاول في بحثنا تتبع قوانين ماروثا لدى مختلف المؤلفين السريانيين والقبطيين، مثل ابن الطيّب وعبديشوع من جهة، وأبو الصلح وابن تريك وميخائيل الدمياطيّ وابن العسّال من جهة أخرى، ونقارنها معاً مع محاولة فهم السياق التاريخي وأسباب الاختلافات. علاوة على ذلك، سنأخذ في الاعتبار "كتاب الملوك" الذي يتناول القوانين المدنية والذي نُسب إلى نيقية، في الحالات التي كانت فيها هذه القوانين موجودة في قوانين الشرق. ومن ثم، سنقدم صورة عن التفاعلات السريانية والقبطية واستقبال الشرائع المنسوبة إلى مجمع نيقية، وطرق نقلها بين الكنيستين. بالإضافة إلى ذلك، سندرس ونحلل القضايا التي كانت محل اهتمام مشترك لكنيسة المشرق والكنيسة القبطية، بالإضافة إلى الاهتمام الخاص لكل كنيسة من خلال منظور شرائع مجمع نيقية والشرائع المنسوبة إلى مجمع نيقية.