قانون الإيمان كترنيمة، والمجمع كليتورجيا: يعقوب السروجي يتحدث عن مجمع نيقية
يستكشف هذا البحث التفسير الشعري ليعقوب السروجي لمجمع نيقية وكيف نسجَ المفاهيم اللاهوتية في الشعر والصور بصفته أحد أكثر الشعراء السريانيين غزارة في أواخر العصور القديمة. صاغ يعقوب سرداً أدبياً غنياً ومعقداً للمجمع، يعكس اهتماماته التفسيرية واللاهوتية الأوسع. لا يروي شعره الحدث التاريخي فحسب، بل يحوله أيضاً إلى أداء روحي وبلاغي لتعزيز العقيدة النيقاوية بين جمهوره. تُحلل هذه الدراسة البنية الشعرية ليعقوب، واستراتيجياته البلاغية، ودوافعه اللاهوتية، لتسليط الضوء على كيفية تفاعله مع النقاشات المسيحية التي شكّلت عصره. يتجاوز تصويره للمجمع مجرد السرد التاريخي؛ بل يدمج بدلاً من ذلك التلميحات الكتابية والقراءات النمطية والحوارات الدرامية لتقديم نيقية كلحظة من لحظات الوحي الإلهي والاستمرارية الرسولية. فهو ينحاز إلى التقليد النيقاوي، مع تكييف حججه لجمهور ناطق بالسريانية منغمس في ثقافة تفسيرية نابضة بالحياة. علاوة على ذلك، يضع هذا البحث عمل يعقوب ضمن التقليد الأدبي السرياني الأوسع، بالنظر إلى كيفية مقارنة تفسيره الشعري بالمعالجات المعاصرة واللاحقة الأخرى للمجمع. يؤكد استخدامه للاستعارة والتأطير السردي على الوظيفة التعليمية للشعر في تشكيل الخطاب اللاهوتي، موضحاً كيف يعمل الشكل الشعري كوسيلة فنية وعقائدية. في النهاية، تجادل هذه الدراسة بأن مشاركة يعقوب السروجي الشعرية عن مجمع نيقية لم تكن مجرد إعادة سرد، بل كانت فعلًا تفسيرياً يؤكد السلطة اللاهوتية للمجمع، ويجعل تأكيداته العقائدية حية لا تُنسى لجمهوره. من خلال توضيح هذه الأبعاد، تُلقي هذه الورقة ضوءاً جديداً على تقاطع الشعر واللاهوت والذاكرة التاريخية في المسيحية السريانية في أواخر العصور القديمة.